الأخبار

غزة: قوات الاحتلال تواصل مجازرها بحق الصحفيين

غزة: قوات الاحتلال تواصل مجازرها بحق الصحفيين

قالت منظمة صحفيات بلا قيود إن مقتل عدد من الصحفيين الفلسطينيين في قطاع غزة، يوم الأحد 18 أيار/مايو، يكشف عن طبيعة المرحلة الجديدة التي أطلقت عليها قوات الاحتلال اسم "عربات جدعون"،

والتي تمثل تصعيدًا في أعمال الإبادة الجماعية بنقلها إلى مستوى أشد فظاعة وقسوة حسب المعطيات التي كشفتها الأيام الماضية من خلال الهجمات المتزايدة على المدنيين وارتكاب المجازر الجماعية، والتدمير المنهجي لما تبقى من منازل وبنية تحتية، وفرض أوامر تهجير قسري، واستهداف الصحفيين بسلسلة متواصلة من الجرائم.
وأشارت المنظمة إلى أن الهجمات الأخيرة أسفرت عن مقتل خمسة صحفيين مع عائلاتهم، مؤكدةً أن هذه الانتهاكات ليست حوادث منفردة، بل جرائم ممنهجة تهدف إلى تصفية الصحفيين الشجعان الذين يعملون على نقل جزء من الحقيقة وتوثيق جرائم الإبادة، وتزويد الجمهور المحلي والدولي بالأدلة المرئية.
ورصدت صحفيات بلا قيود مقتل الصحفية  نور قنديل وزوجها  خالد أبو سيف وطفلتهما، في قصف استهدف منزل عائلتها بدير البلح.
كما قُتل الصحفيان عبد الرحمن توفيق العبادلة ويزن جودة العبادة في بلدة القرارة شمال شرقي خان يونس.
وفي شمال غزة، قصفت قوات الاحتلال منزل الصحفي عزيز الحجار، ما أسفر عن مقتله رفقة زوجته وأولاده.
كما استهدفت آليات الاحتلال، خيمة النزوح التي يسكنها الصحفي أحمد الزيناتي مع عائلته، في مخيم سنابل قرب المستشفى الميداني الكويتي غرب مدينة خانيونس، وقد أدى القصف إلى مقتل الصحفي الزيناتي، وزوجته نور المدهون، إلى جانب طفليهما محمد وخالد.
وأكدت المنظمة أن قوات الاحتلال لا تكتفي بتصفية الصحفيين، بل توسّع دائرة الاستهداف لتشمل عائلاتهم، ضمن سياسة الإبادة الجماعية التي تسعى إلى محو الوجود الفلسطيني.
وارتفع عدد الصحفيين الفلسطينيين الذين قتلتهم قوات الاحتلال إلى نحو 222 صحفياً وصحفية في غزة، وهو رقم يتجاوز عدد الصحفيين الذين قُتلوا في حروب كبرى مجتمعة مثل الحرب العالمية الثانية وحرب فيتنام.
وحملت صحفيات بلا قيود، الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن جرائم قتل الصحفيين، مؤكدة أن هذه الأفعال لا تتم بشكل عشوائي، بل تأتي في سياق استئناف أعمال الإبادة الجماعية، في قطاع غزة، سواء بالهجمات المباشرة على المدنيين والمنشآت المدنية، أو بمنع دخول المساعدات الضرورية للحياة، إضافة على تعمد إلحاق أضرار معنوية وبدنية جسيمة تساهم في إهلاك المدنيين.
وأوضحت المنظمة أن القانون الدولي يكفل حماية الصحفيين حتى أثناء تغطيتهم لصالح أطراف النزاع، ما لم يشاركوا مباشرة في العمليات القتالية. كما نصّ البروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف (1977)  والمادة 8 من الاتفاقية الدولية لسلامة الصحفيين على حماية الصحفيين باعتبارهم مدنيين، وتحظر استهدافهم.
وكانت "صحفيات بلا قيود" قد أصدرت في أكتوبر 2024 تقريرًا بعنوان "عام إبادة الصحفيين في غزة"، وذلك بعد مرور عام على الحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على القطاع. وقالت توكل كرمان، رئيسة المنظمة: "إنه لأمرٌ مفزع أن يقُتل الصحفي وتباد عائلته بسبب قيامه بعمله الصحفي، إن استهداف الصحفيين والصحفيات أثناء تأدية عملهم لم تكن حوادث فردية ولا صدفا، بل كانت عمليات ممنهجة، ومدروسة بعناية، وتمثل تصاعدًا مقلقًا في سياسة إسكات الأصوات الحرة ومنع نقل الحقيقة."
ودعت المنظمة إلى تحرك دولي عاجل لوقف أعمال الإبادة الجماعية التي تشهدها قطاع غزة، واتخاذ التدابير اللازمة لحماية المدنيين، وضمان حماية الصحفيين.
وطالبت صحفيات بلا قيود؛ الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بتحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية لمحاسبة قادة الاحتلال المتورطين في الجرائم والانتهاكات، وجددت تأكيدها على أن محاسبة المجرمين خطوة أساسية لوقف الإبادة، وحماية الحق في الحياة وحرية الصحافة في فلسطين.

 

Image