الأخبار

سوريا: انتهاك صارخ لحرية الصحافة في السويداء

سوريا: انتهاك صارخ لحرية الصحافة في السويداء

قالت منظمة صحفيات بلا قيود، إن الاعتداء على عدد من الصحفيين والإعلاميين في محافظة السويداء، جنوب سوريا، يمثل انتهاكاً صارخاً لحرية الصحافة، وتهديداً مباشراً لحقوق الإنسان الأساسية. 

وبحسب متابعات صحفيات بلا قيود، فقد تهجمت مجموعة مسلحة تابعة لطائفة الدروز، على ستة صحفيين على الأقل، أثناء قيامهم بتغطية إعلامية لأحداث تتعلق بتنفيذ اتفاق بين مشايخ العقل والسلطات المحلية، الأحد 4 مايو الجاري.

وطالت الاعتداءات الصحفيين: محمد هارون، مراسل قناة العربية والحدث، وإبراهيم تريسي من قناة العربي، ومعاوية الأطرش وأحمد فلاحة من فرانس 24، وعمار اصطيفي، وعامر العاصي، حيث تعرضوا للضرب والإهانة اللفظية، والتهديد بالقتل، وإشهار السلاح في وجوههم وإطلاق النار.

ورصدت صحفيات بلا قيود إفادة المصور  لدى ‏فرانس 24 / FRANCE 24 Arabic أحمد فلاحة، الذي قال بأن مسلحين أطلقوا النار باتجاه الصحفيين ،اثناء ذهابهم  لتغطية تطبيق الاتفاق بين محافظ السويداء ومشايخ العقل، وأضاف في منشور على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك بأن المسلحين: «قاموا بإيقافنا بوسط السويداء وتهديدنا بالقتل ،مع عبارات مذلة والفاظ نابية ،ووضعوا السلاح في رأسي وانزلوني من السيارة ،واطلقوا النار بجانبي، قبل ان يتدخل احد الرجال الشرفاء من المدينة وقاموا بمنعهم من أذيتنا ،وقاموا بتأمين سيارتنا حتى انتهائنا من تغطية عملية الاتفاق».

من جهته نشر، الصحفي إبراهيم تريسي، صورة وهو إلى جوار شيخ في السويداء وعلّق عليها: «أوقفت الشيخ وجدي شريطي في الطريق أثناء الحادث الذي حصل معنا اليوم في السويداء وقلت له نحن ملاحقون ويريدون قتلنا..» وأضاف مؤكداً: «هذا الرجل ومعه رجال آخرون من السويداء أنقذوا حياتنا اليوم». 
ولفتت صحفيات بلا قيود إلى إن هذا الاعتداء الشنيع الذي يأتي بعد يوم واحد فقط من إحياء العالم لـ"اليوم العالمي لحرية الصحافة"، يكشف عن حجم المخاطر والانتهاكات التي تُمارس بحق الصحفيين في سوريا، واعتبرت هذا الهجوم حلقة في سلسلة الاستهداف الممنهج الذي كان يمارسه نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد الذي جعل سوريا تقبع في المراتب الأخيرة عالمياً على مؤشر حرية الصحافة، إذ احتلت المرتبة 177 من أصل 180 دولة في تصنيف حرية الصحافة، وقد قُتل قرابة 724 صحفياً وصحفية منذ عام 2011، واختفى قسرياً، 486 صحفياً، وفق توثيق المنظمات الحقوقية.

وتُعدّ هذه الجريمة انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، والتي تكفل جميعها الحق في حرية التعبير والعمل الصحفي، كما تشكل خرقاً للمادة 42 من الدستور السوري المؤقت، التي تضمن حرية الصحافة وحق الوصول إلى المعلومات.
وحملت صحفيات بلا قيود، المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة الجهات الفاعلة في السويداء، وعلى رأسها حكمت الهجري والجهات التابعة له، وطالبت الجهات القضائية بملاحقة المعتدين وتقديمهم للعدالة، ومحاسبة كل من تورّط أو تواطأ في هذا الانتهاك الخطير.

ودعت صحفيات بلا قيود الحكومة السورية والمجتمع المحلي لحماية الصحفيين وتوفير ضمان أمنية لهم، ووقف سياسة الإفلات من العقاب.  
وذَكّرت صحفيات بلا قيود، بأن حرية الصحافة حق أساسي كفله الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والمواثيق الدولية، وأن استهداف الصحفيين هو جريمة بحق الإنسانية وعبرت عن تضامنها الكامل مع الصحفيين المعتدى عليهم، وثمنت صمودهم وشجاعتهم في نقل الحقيقة وتزويد الجمهور بالمعلومات.

 

 

Author’s Posts

مقالات ذات صلة

Image