في مثل هذا اليوم، الثالث من مايو من كل عام، يحتفل الصحفيون في أنحاء العالم باليوم العالمي للصحافة، وهي مناسبة لإبراز الإنجازات المهنية للصحفيين وتقدير جهودهم في مجال الدفاع عن الحقوق والحريات.
إلا أن هذا اليوم، في بلد كاليمن يعاني من ويلات الحروب والصراعات منذ أكثر من عقد من الزمن، فان له طابع مختلف، إذ يتحول الى مناسبة حزينة، في ظل ما يعانيه الصحفيون من انتهاكات جسيمة وانتكاسات حادة في الحقوق والحريات.
على مدار الأعوام العشرة الماضية، تعرض الصحفيون في اليمن لأبشع أنواع الانتهاكات، كان أبرزها القتل والإعدام والاحتجاز التعسفي، بالإضافة إلى الاختفاء القسري والملاحقة، إلى جانب الاعتداءات والتعذيب الجسدي والنفسي، ولا تزال آثارها ماثلة حتى اليوم، حيث يعيش الصحفيون ظروفًا قاسية.
لقد تفاقمت القيود المفروضة على العمل الصحفي والإعلامي بشكل خاص مع اندلاع الحرب في سبتمبر عام 2014، والتي تركت آثارًا مدمرة على بيئة العمل الصحفي والإعلامي. إذ صُنفت اليمن ضمن أسوأ الدول عالميًا في حرية الصحافة، حيث احتلت المرتبة 169 من أصل 180 دولة في مؤشر حرية الصحافة لعام 2024، وفقًا لتقرير منظمة "مراسلون بلا حدود".
تؤكد منظمة "صحفيات بلا قيود" على ضرورة تسليط الضوء على معاناة الصحفيين في اليمن، ولفت الانتباه إلى الواقع الإعلامي المرير، إذ تزداد المخاطر المحدقة بهم يومًا بعد يوم.
تدعو المنظمة المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات عاجلة لحماية الصحفيين وفقًا للمواثيق والمعاهدات الدولية التي تؤكد على ضمان سلامة الصحفيين أثناء تغطيتهم للنزاعات، ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات التي تعرضوا لها في السنوات الماضية، مؤكدةً أن تلك الجرائم لا تسقط بالتقادم.
كما تؤكد "صحفيات بلا قيود" أن كافة أطراف الصراع في اليمن، على اختلاف ولاءاتهم، اتفقت على ممارسة العنف الممنهج ضد الصحفيين، في محاولة لقمعهم وإسكاتهم. وقد استُخدمت كافة الوسائل للحد من حرية الصحافة ومنع الصحفيين من أداء مهامهم المهنية في نقل الحقائق للرأي العام.
تستغرب منظمة "صحفيات بلا قيود" من استمرار حالة الإفلات من العقاب لمرتكبي الجرائم بحق الصحفيين، وتجدد مطالبتها بتشكيل لجنة تحقيق دولية للتحقيق في الاعتداءات التي تعرض لها الصحفيون خلال السنوات العشر الماضية.
حتى وقتنا الحالي، لا يزال خمسة صحفيين يقبعون في السجون ويتلقون معاملة غير إنسانية، وهم: وحيد الصوفي المخفي قسرًا، ونبيل السداوي، ومحمد المياحي، وشاكر ناصح، وعلي أبو لحوم.
تطالب "صحفيات بلا قيود" بالإفراج الفوري عن الصحفيين والناشطين الإعلاميين المحتجزين في سجون الميليشيات، وضمان عدم التعرض مرة اخرى، كما تدعو كافة المنظمات وأنصار حرية الرأي والتعبير في العالم الوقوف إلى جانبهم، والدفاع عنهم، والعمل على ممارسة كافة الضغوط بهدف الإفراج عنهم.
وفي هذا المناسبة الخاصة باليوم العالمي للصحافة 2025، تعيد منظمة "صحفيات بلا قيود" التذكير بحجم الانتهاكات التي تعرض لها الصحفيون، ونشر الإحصائيات المستندة إلى ما رصدته ووثقته خلال الأعوام العشرة الماضية.
إحصائيات الانتهاكات في السنوات العشر الماضية (2014 - 2024):
تشير التقارير السنوية الصادرة عن منظمة "صحفيات بلا قيود" إلى أن الانتهاكات التي رُصدت ووُثقت خلال العقد الماضي بلغت 1784 حالة انتهاك، تعرض لها الصحفيون والمؤسسات الإعلامية والناشطين الإعلاميين.
وقد توزعت تلك الانتهاكات التي رصدتها المنظمة على النحو التالي:
150 حالة انتهاك في عام 2014
255 حالة في عام 2015
208 حالات في عام 2016
250 حالة في عام 2017
200 حالة في عام 2018
103 حالات في عام 2019
100 حالة في عام 2020
287 حالة في عام 2021
85 حالة في عام 2022
71 حالة في عام 2023
75 حالة في عام 2024
الجهات المنتهكة:
بحسب التقارير السنوية لمنظمة "صحفيات بلا قيود" خلال الفترة من 2014 حتى 2024:
ارتكبت ميليشيا جماعة الحوثي 1008 حالات انتهاك.
والقوات والتشكيلات العسكرية والأمنية الموالية للحكومة المعترف بها دوليًا 417 حالة انتهاك.
وقوات الحزام الأمني التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي 162 حالة انتهاك.
ومجهولون 147 حالة انتهاك.
وارتكبت قوات التحالف العربي 26 حالة انتهاك.
وارتكبت وسائل إعلامية 16 حالة انتهاك.
وارتكبت تنظيمات إرهابية 13 حالة انتهاك.
ارتكبت دولتان (بينهما مصر) حالتين من الانتهاك.
أبرز أنواع الانتهاكات:
تشير منظمة "صحفيات بلا قيود" إلى أن أبرز الانتهاكات التي رصدتها تمثلت في:
421 حالة اعتقال واختطاف واحتجاز واستدعاء.
165 حالة محاكمة.
118 حالة اعتداء.
100 حالة تحريض وتشهير.
31 حالة حجب لمواقع إخبارية إلكترونية.
37 حالة اقتحام ونهب لمؤسسات إعلامية وصحفية.
3 حالات قصف لمؤسسات إعلامية.
51 حالة قتل.